يســتعرض المؤلــف الترجمــات العبريــة للنــص القــرآنى بــدءا من البدايات زمن الدولة
الإســلامية مــروراََ بعصــور التنويــر ثــم الاســتعمار الأورربي حتــى تأســيس دولــة إسرئيــل،
وهـو يقـدم لنـا في خـلال هـذه الرحلـة تحليـلاََ للدوافـع الكامنـة وراء هـذه الترجمـات بـدءا مـن محاولـة اليهـود فهـم كتـاب المسلمين و سر تقدمهـم، إضافـة إلى الرغبـة فى التعامـل و التمتـع بمميـزات العيـش في ذمـة المسلمين، ثـم يعطـف عـلى المرحلـة الأوروبيـة حيـث
عـاش اليهـود في دول مختلفــة و نطقـوا بألسـنة متباينـة حتــى يصــل إلي مرحلــة تأسـيس الدولـة، و رغبـة اليهـود في التاميـز عـن المسلمين و التأكيـد عـى تفوقهـم. يشـرح المؤلـف عـبر هـذه الرحلـة بـكل منعطفاتهـا تأثـير المرحلـة الزمنيـة في الترجمـة القرآنيـة.
ينتقـل الملؤلـف بعـد ذلـك إلي التطبيـق العمـلى فيتنـاول بعـض اإلاشـكاليات المهمـة التـى يعرفهـا المتخصصـون في الـدرس القـرآني مثـل إشـكالية المشتـرك اللفظـى بأنواعـه و إشـكالية أفــراد الألفــاظ و إشــكالية الـتـرادف، و يفــرد المســاحة للمقارنــة بــن الترجمــات المختلفــة علي المستويين اللغـوى الـدلالي و الفكـرى المفاهيمي مشيـرا إلي التوجهات التي حكمت المترجم و جعلتـه يختـار هـذا اللفـظ أو ذاك.
ً الكتـاب يخاطـب قـراء مـن مشـارب مختلفـة، فالمهتمـون بالاستشراق تاريخـا و حركـة ودوافـع و تطـورا،ً يجـدون هنـا حقلا ً جديـدا للبحـث، كـا يفيـد منـه المترجـم بصفـة عامـة و مترجم النصـوص الدينيـة بصفـة خاصـة، و لا يقتصـر هـذا عـلى العارفـين باللغـة العبريـة
فقـط رغـم إيـراده لأمثلـة مـن ترجماتهـا، فالكتـاب يعـرض لقضايـا عامـة تشـغل المترجم في أى لغـة، و الكتـاب يخاطـب بطبيعـة الحـال المثقـف العـام بالصـراع الإسلامي الإسرائيلي حيث يري في الترجمات العبرية تطبيقا عمليا و حقلا مختلفا للمعركة.